الجمعة، 18 سبتمبر 2009

ايسن

الموقع
تقع أطلال مدينة إيسن. التلول المسماة الآن أيشان بحريات ـ على دائرة عرض 51 31 وخط طول 17 45 شرقاً وتبعد مسافة 24كم إلى الجنوب من مدينة عفك ومسافة 28 كم إلى الجنوب الغربي لمدينة نفر
حكمت سلالة إيسن الأولى ما يقرب من قرنين وربع القرن من الزمن. ثم خضعت بعد ذلك لسيطرة سلالة لارسا في عهد ملكها ريم ـ سين عام 1794 ق.م، وخضعت لسلالة بابل الأولى في زمن ملكها الشهير حمورابي
انفصل الملك "إشبي ـ إيرا" عن سلطة الحكم المركزي في أور تمكن من تأسيس سلالة حاكمة في أيسن، تناوب على الحكم فيها ستة عشر ملكاً، ينتمون لأكثر من أسرة واحدة، وقد دام حكم هؤلاء الملوك مدة زمنية تجاوزت القرنين من الزمن "2017 ـ 1794ق.م"، وبلغت مائتين وثلاثة عشر عاماً.
الملك "إيرا ـ أيميتي" وأهم أحداث حكمه هو ظاهرة الملك البديل الذي جاء به إلى العرش بعد نذير الشؤم الذي أخبر به وكيف تمكن هذا البديل وهو البستاني "إنليل ـ باني" من البقاء. ملكاً بعد موت الملك الحقيقي بتدبير منه على ما يرجح. ومن مميزات حكم البديل هي إنهاؤه لحالة التمرد التي قادها "داد ـ بانا" كذلك اتصف حكمه بالقوة حيث تمكن من إعادة هيبة إيسن العسكرية، وتعد مدة حكم الملك "إنليل ـ باني" آخر مدة لعبت فيها مملكة إيسن دوراً مهماً في صراع القوى في ذلك الوقت والتي تمثلت فضلاً عن مملكة إيسن بمملكة لارسا ومملكة بابل ومملكة الوركاء، فأخذت مملكة إيسن بالتراجع حتى أمست لا تسيطر إلا على العاصمة إيسن. وما كان حكم الملوك المتأخرىن الذي لا يشمل إلا مدينة "إيسن" إلا بداية لنهاية حكم سلالة أيسن الأولى حوالي عام 1794ق.م في عهد ملكها الأخير "دامق ـ إيليشو" الذي لم تجد فطنته في الحكم نفعاً في معالجة الوضع المتردي لهذه السلالة.ملوك سلالة إيسن الثانيةفي حدود عام 1156 ق. م قاد الملك "مردوخ-كايت-اخيشو" ثورة كان من أهم نتائجها طرد الحامية العيلامية التي تُركت في بابل بعد انسحاب العيلاميين منها. تفاوتت قوة سلالة إيسن الثانية حسب قوة ملوكها فنجدها في أوقات تهدد الدولة الآشورية في الجهة الشمالية وتصل إلى عمق الأراضي العيلامية وهذا ما حدث في عهد ملكها الرابع "نبوخذ نصر الأول" وتنحسر في أوقات أخرى فتفقد أجزاء مهمة منها، كما حدث في عهد "مردوخ-نادن-أخي". وفضلاً عن ما سبق يتضمن هذا الفصل عرضاً للنصوص الكتابية العائدة لكل ملك من ملوك سلالة إيسن الثاني
.أهمية مدينة إيسن
اكتسبت هذه المدينة أهمية بالغة بعد أفول نجم السومريين السياسي بسقوط إمبراطورية سلالة أور الثالثة على أيدي العلاميين، لأنها تعد من وجهة نظر ملوكها الوريثة الشرعية لأور في حكم البلاد ، وكانت إيسن قبل هذا العهد تحظى بأهمية قليلة مثل مدن عدة لم يكن لها دور فعال ثم أصبحت بصورة مفاجئة عواصم لإمبراطوريات عظيمة ومن هذه المدن أكد، بابل. ومما زاد في أهمية مدينة إيسن أنها كانت مشهورة بأطبائها. وتعد مركز الطب البابلي والمكان الذي يشفى فيه المرضى، ومركز عبادة "غولا" آلهة الصحة والشفاء في عقائد بلاد الرافدين والمسؤولة عن الطب والأطباء.. أخذت مكانة إيسن بالتنامي التدريجي في العصور التاريخية، ولمع نجمها في نهاية سلالة أور الثالثة وفي عهد ملكها الأخير "ابي ـ سين" الذي أرسل أحد موظفيه ويدعى "إشبي ـ إيّرا". ذو الأصل الأموري، إلى مدينة إيسن وكزالو ليؤمن لـه كمية من الحبوب بعد أن ظهرت بوادر مجاعة في مدينة أور، وقد استغل هذا تدهور الأوضاع فطلب من "ابي ـ سين" أن يمنحه حكماً في مدينة إيسن، ومن أهم الأمور التي تميزت بها سلالتها الأولى الأمورية التي أسسها "إشبى ـ إيّرا" هو ميل ملوك هذه السلالة للظهور كورثة لملوك سلالة أور الثالثة في حكم البلاد، وقد جاءت أسماءهم تابعة لأسماء ملوك سلالة أور الثالثة دون فاصلة في قوائم الملوك السومرية. و اتخذوا من اللغة السومرية لغة رسمية لسلالتهم على الرغم من أصلهم الآموري، وقاموا بتنصيب بناتهم في معابد الألهة السومرية ، كذلك أتبعوا الأسلوب الإداري السابق في حكمهم، وتلقبوا بألقاب ملوك سلالة أور الثالثة مثل لقب "ملك أور" و"ملك سومر وأكد"، وتأكيداً على اعتزازهم بالإرث السومري قاموا بتعمير العاصمة أور بعد أن دمرت جراء غزو العيلاميين لها وإسقاط سلالتها الحاكمة، ونهب كنوزها، فقام ملوك سلالة إيسن الأولى بإعادة تمثال الإله "ننا" وتجديد معبده والاعتناء به عناية كبيرة، فقدموا لـه الهدايا ونصبوا بناتهم كاهنات فيه مثل ابنة "اشبي ـ أيرا" وابنة "أشمي ـ داكان". أن شهرة الملوك الأربعة الأوائل لسلالة إيسن الأولى جاءت بسبب قوتهم ونشاطهم العسكري، فقد امتد نفوذهم إلى مناطق بعيدة حتى غدت سلطة أيسن تمتد من دلمون جنوباً إلى أرابخا شمالاً، أن حكم الملك "أدن ـ داكان" يمثل ذروة ما وصلت إليه هذه المدينة من حيث القوة والمنعة وسعة النفوذ
الملك الخامس لبت ـ عشتار فقد حظي بشهرة واسعة لا بسبب قوته العسكرية بل بسبب سَنهِ لقانون يعد من أنضج القوانين القديمة، ومن أهم ما يتميز به هذا القانون الذي عرف بقانون "لبت ـ عشتار" تقسيمه الذي صار فيما بعد قاعدة للقوانين اللاحقة له، حيث المقدمة والمواد القانونية والخاتمة، وتسبق المواد القانونية بتعبير يقابل "إذا" في اللغة العربية. وجاءت شهرة الملك "دامق ـ أيليشو" كونه الملك الأخير لهذه السلالة وكذلك لطول مدة حكمه ومقدرته الإدارية والعسكرية، ولكن قوة الملك "ريم ـ سين" وهجومه على مدينة إيسن جعلا إصلاحات "دامق ـ أيليشو" غير نافعة فسقطت إيسن في عهده على يد "ريم ـ سين" في عام 1794ق.م. وبقيت المدينة على هذا الحال حتى عهد حمورابي فدانت لـه ولخلفاءه من بعده ومن ثم لسلطة الكشيين، وبنهاية حكمهم استعادت مدينة إيسن شهرتها وعظمتها فتأسست فيها سلالة حاكمة عرفت باسم سلالة إيسن الثانية أو سلالة بابل الرابعة التي أسسها "مردوخ ـ كابت ـ أخيشو". والتي انتقلت إلى مدينة بابل، التي صارت عاصمة لملوك هذه السلالة حتى نهاية حكمها في حدود عام "1026" واكتسب مؤسسها شهرة واسعة لإنجازاته التي قام بها ومنها تأسيسه لسلالة حاكمة تعد السلالة الوطنية الأولى بعد سقوط بابل على يد الحثيين عام "1595ق.م"، وكذلك لطرده الحامية العيلامية التي تركت في بابل، يأتي بعده من حيث الشهرة السياسية الملك الرابع نبوخذ نصر الأول بسبب أعماله الجبارة التي قام بها المدينة والعسكرية فعلى الصعيد المدني شهدت المدن العراقية المهمة في عهده حركة إعمار واسعة شملت قصورها ومعابدها، أما على الصعيد العسكري فقد كان محارباً شجاعاً دلت على ذلك غزواته المتكررة للدولة الآشورية وكذلك غزواته لبلاد عيلام حيث حقق أعظم نثر لـه على بلاد عيلام في غزوته الثانية وكانت في شهر تموز، فأعادة تمثال الأله مردوخ بعد أن سرق من مدينة بابل"، ومن أشهر الملوك بعده الملك "أدد ـ أبلا ـ أدنا" لما قام به من أعمال عمرانية كبيرة فقد قام بتعمير معابد الآلهة العراقية القديمة في المدن الكبيرة مثل إيسن، أور، الوركاء وبابل وغيرها وكذلك عمل على عقد اتفاقية مع الدول الآشورية أنها بها حالة النزاع بين الطرفين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق